الأنصـــــــــــــــــــــار

(1) الصحابي الجليل: رافع بن خديج الأنصاري

جدنا الأول رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن الأوس الأنصاري الحارثي: وكنيته: أبو عبد الله، وقيل: أبو خديج الأنصاري – رضي الله عنه -، صحابي، روى عن عمه ظهير بن رافع، عاش بالمدينة وتوفي بها. رافع بن خديج أمه هي: حليمة بنت مسعود بن سنان بن عامر بن عدي بن أمية بن بياضة. عرض رافع – رضي الله عنه – نفسه يوم بدر، فرده رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه استصغره، وأجازه يوم أُحد وكان عمره خمسة عشر عام. وأجازه النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وما بعدها بغزوة الخندق وهو صحابي جليل، فشهد أُحداً والخندق وأكثر المشاهد، وكان عريف قومه شهد موقعة صفِّين مع علي، وكان يعمل بالمزارع والفلاحة، وأسند له ثمان وسبعون حديثاً، وسند نسبتها إليه جيدة. وقد أصابه يوم أحد سهم في ترقوته وقيل: في ثندوته، فنزع السهم وبقي النصل إلى أن مات – رضي الله عنه -، وخيره رسول الله صلى الله عليه وسلم – بين أن ينزعه منه، وبين أن يترك فيه العطبة ويشهد له يوم القيامة، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم : «أنا أشهد لك يوم القيامة»، فاختار هذه، فمسح الرسول صلى الله علية وسلم على جرحه فالتأم، وعاش حتى خلافة عبد الملك بن مروان، وقد روى كثيراً من الأحاديث عن النبي، كذلك قال الواقدي وابن عمر وانتقضت جراحته أيام عبد الملك بن مروان، فمات منه – رحمه الله -، مات وعمره ستة وثمانون عاماً، فمات سنة أربع وسبعين هجرية. قال أبونصرة: خرجت جنازة رافع ابن خديج وفي القوم ابن عمر، فخرجت النسوة يصرخن، فقال ابن عمر: اسكتن فإنه شيخ كبير لا طاقة له بعذاب الله، ولما توفي حضره ابن عمر، فأخروه إلى بعد العصر، فقال ابن عمر: صلوا على صاحبكم قبل أن تطفل الشمس للغروب. وله عقب كانوا بالمدينة وبغداد، وكان يخضب بالصفرة، ويحفي شاربه. أخرجه الثلاثة. وقال البخاري: إنه شهد أُحداً والخندق، ومات في زمن معاوية، والأرجح سنة ٧٣ أو ٧٤ للهجرة وهو المعتمد([1]).

الصحابي الجليل رافع بن خديج الأنصاري – رضي الله عنه

«رب همة أحيت أمة»

رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن الأوس الأنصاري الحارثي، أبو عبدالله، شهد أُحداً والخندق، ومات في زمن معاوية (على الأرجح سنة ٧٣ أو ٧٤ للهجرة). في غزوة «أُحد» ذهب مع جماعة من أترابه إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم – يحملون إليه ضراعتهم كي يقبلهم في أي مكان من صفوف المجاهدين.. وكان أهلوهم أكثر ضراعة وإلحاحاً ورجاء.. ألقى الرسول على الفرسان الصغار نظرة شاكرة، وبدا كأنه سيعتذر عن تجنيدهم في هذه الغزوة أيضا.. لكن أحدهم وهو رافع بن خديج، تقدم بين يدي رسول الله، يحمل حربة، ويحركها بيمينه حركات بارعة، وقال للرسول – صلى الله عليه وسلم -: «إني كما ترى رام، أجيد الرمي، فأذن لي..» وحيا الرسول هذه البطولة الناشئة، النضرة، بابتسامة راضية، ثم أذن له. “أصاب رافعا سهم يوم أحد، فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «إن شئت نزعت السهم وتركت القطيفة، وشهدت لك يوم القيامة، أنك شهيد، فلما كانت خلافة عبد الملك بن مروان انتقض به ذلك الجرح فمات منه».

من مواقفه مع الصحابة: ولما حُصر عثمان بن عفان – رضي الله عنه وأرضاه – يوم الدار، عطش، فقال: واعطشاه، فقام رافع بن خديج هو وابناه: عبد الله، وعبيد الله، وغلمان أصابهم بأصبهان حين فتحوها، فتسلح وتسلحوا، فقال: والله لا أرجع حتى أصل إليه.. إنه لموقف رائع يحسب لهذا الصحابي الجليل في وقوفه مع الحق والعدل ونصرة خليفة رسول الله. وفي غزوة أُحُد لما خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى أُحُد وعرض أصحابه فرد من استصغر – رد – سمرة بن جندب، وأجاز رافع بن خديج، فقال سمرة بن جندب لربيبه مري ابن سنان يا أبت أجاز رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رافع ابن خديج، وردني، وأنا أصرع رافع بن خديج، فقال مري بن سنان: يا رسول الله، رددت ابني وأجزت رافع بن خديج، وابني يصرعه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، لرافع وسمرة تصارعا، فصرع سمرة رافعاً، فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشهدها مع المسلمين. وهذا يدل علي تسابق الصحابة – رضوان الله عليهم – للشهادة في سبيل الله، ويظهر حب الفتيان منهم على الشهادة في سبيل الله، ويشجعهم على ذلك أهلوهم، فليت المسلمين يتعلمون من هؤلاء الصحابة الأخيار الأفاضل. وله موقف مع زوجته أم عميس بنت محمد بن أسلم، وهو أحد المواقف التي رويت في أسباب نزول قوله تعالى: وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا} (النساء:128) ﴾.فقد كانت عند رافع امرأة، حتى إذا كبرت، تزوج عليها فتاة شابة، وآثر عليها الشابة، فناشدته الطلاق فطلقها تطليقة، ثم أمهلها حتى إذا كادت تحل راجعها،ثم عاد فأثر عليها الشابة فناشدته الطلاق، فقال لها: ما شئت إنما بقيت لك تطليقة واحدة، فإن شئت استقررت على ما ترين من الأثرة، وإن شئت فارقتك، فقالت: لا، بل أستقر على الأثرة، فأمسكها على ذلك، فكان ذلك صلحهما.

شيوخه:

روى عن:

١- النبي صلى الله عليه وسلم.

٢ – (عمه) ظهير.

٣ – آخر لم يسم (ربما كان عمه).

٤ – أبي رافع، (لعله عمه هو الآخر).

من تلاميذه

أسيد بن ظهير (ابن عمه، ويقال: ابن أخيه). إياس بن خليفة البكري.

بشير بن يسار.

ثابت بن أنس بن ظهير بن رافع (ابن حفيده).

حنظلة بن قيس الزرقى.

رفاعة بن رافع بن خديج (ابنه).

سالم بن عبد الله بن عمر.

السائب بن يزيد.

سعيد بن المسيب.

سليمان بن يسار.

طاوس بن كيسان.

عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج (حفيده).

عبد الله بن عمر بن الخطاب.

عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان.

عبد الرحمن بن رافع بن خديج (ابنه).

عبد الرحمن بن أبى نعم البجلى.

عثمان بن سهل (حفيده).

عيسى بن سهل بن رافع بن خديج، ويقال اسمه عثمان (حفيده، وقد نزل الإسكندرية).

عطاء بن أبى رباح.

أبو النجاشي عطاء بن صهيب (مولاه).

القاسم بن محمد بن أبى بكر.

مجاهد بن جبير.

محمد بن سيرين.

محمد بن مسلم بن شهاب الزهري.

محمد بن يحيى بن حبان.

محمود بن لبيد.

نافع بن جبير بن مطعم.

نافع مولى ابن عمر.

هرير بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج (حفيده). واسع بن حبان.

يحيى بن إسحاق (ابن أخيه).

أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف.

أبو العالية الرياحي.

بو ميمون. … وغيرهم كثير رضي الله عنهم جميعا

ذرية الصحابي رافع بن خديج الأنصاري

* أنجب الصحابي الجليل رافع بن خديج عشرة أولاد:

هم: عبيد، وعبد الله، ومعروف، وعبيد الله، ورفاعة، وسهل، وعبد لرحمن، وعبد الحميد، وإبراهيم، وذكر أيضاً أُسَيد([2]) بن رافع بن خديج الأنصارى.

الشيخ عبد الكريم بن محمد عبد الكريم الرافعي([3]):

ذكر الملا محمد و الملا ياسين الأنصاري: بأن لنا صلة نسب إلى عالم الحديث والفقه الإمام أبو القاسم عبد الكريم ابن الإمام أبي الفضل محمد بن عبدالكريم بن الفضل بن الحسن بن الحسين القزويني الرافعي الشافعي نسبة إلى رافع بن خديج الأنصاري – ر ضي الله عنه([4])، وُلِدَ تقريباً سنة (٥٥٦هـ/١١٦١م)، وتوفي – رحمه الله – وله ستة وستون عاماً، وهو أحد أحفاد الصحابي الجليل رافع بن خديج الأنصاري.