) فضائل الأنصار في كتاب الله وأحاديث
الرسول صلى الله عليه وسلم
1 – فضائل الأنصار في القرآن الكريم:
قال الله تعالى: ( وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) سورة الحشر آية (9) .
وقال الله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.
الأنصار: هم الأوس والخزرج، ووجه تسميتهم بالأنصار؛ لأنهم ناصروا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومن معه من المسلمين.
واسم الأنصار، وكذلك اسم المهاجرين، تسمية شرعية سماهم الله بها في الإسلام، فقد سمَّاهم الله بها في القرآن، ولم تكن معروفة من قبل.قال غيلان بن جرير: قلت لأنس: «أرأيت معشر الأنصار: أهذا الاسم كنتم تُسمون به، أم سمَّاكم الله تبارك وتعالى؟ قال: بل، سمَّانا الله به».
وقد امتدح الله الأنصار في كتابه العزيز، ورفع شأنهم، وزكَّاهم وأعدَّ لهم جنات النعيم.
* قال الله تعالى: ﴿ ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾.
فقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾: أي، آووا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والمهاجرين معه، وجعلوا لهم مأوى يأوون إليه؛ إذ أخرجهم قومهم من منازلهم، ونصروهم على أعدائهم وأعداء الله من المشركين بالقتال معهم.
﴿ أولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ أي، المهاجرون والأنصار، أحق كل منهم بالآخر من كل أحد، دون أقرباءهم الكفار، وقد قيل: إنما عنى بذلك أن بعضهم أولى بميراث بعض، وأن الله ورَّث بعضهم من بعض بالهجرة والنصرة دون القرابة والأرحام، وأن الله نسخ ذلك بعد بقوله تعالى: ﴿ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ﴾.
أما أصل قَبيلتيّ الأوس والخزرج، فكانتا قبيلتين تنتسبان لأخوين لأم وأب واحد وأصلهم من اليمن من سبأ، ولكن بعد سكناهما يثرب دبَّت العداوة بينهما والحروب طيلة مائة وعشرين سنة إلى أن أطفأها الله بالإسلام، وألَّف بينهم برسول الله صلى الله عليه وسلم،
وذلك قول الله تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾.